هنا في الفجيرة تلتقي الطبيعة بالتاريخ في لوحة فنية نادرة.. لوحة تحتضن رصيدا غنيا من الآثار التي ترتبط ببيئتها المميزة.
والحديث عن البيئة هنا لا يقتصر على الطبيعة بجبالها وساحلها، بل يمتد ليجسد العلاقة العميقة بين الإنسان والمكان في آثار تشهد على حضارات قديمة تعايشت مع هذا التنوع البيئي، ولعلى أبرز الشواهد عليه هو قلعة الفجيرة، التي بنيت من حجارة محلية جعلها تبدو وكأنها جزء لا يتجزأ من الجبل الذي يحتضنها منذ أكثر من ثلاثة قرون.
ومن الجبال ذاتها مازالت الاكتشافات تتوالى، وآخرها في كهف الدور حيث اكتشفت ادلة جديدة تشير إلى تواجد بشري قديم يعود لعصور ما قبل التاريخ في إمارة الفجيرة، الأمر الذي سيساعد على توسيع المعرفة التاريخية حول طبيعة التواجد البشري بالمنطقة.
وإلى مدينة البدية.. معالم الماضي وحداثة الحاضر.. حيث مسجد البدية التاريخي بعمارته البسيطة التي تناسب بيئة المنطقة، مكان للعبادة والتعليم، يعكس دور المساجد في حياة المجتمع قديما.
 وفي قدفع تكشف المقابر القديمة عن طقوس الدفن والعادات الاجتماعية للأقوام التي عاشت هناك، كما تشكل الآثار فيها لمحة تتحدث عن كيفية تأقلم الإنسان مع الظرف البيئية واستغلاله للموارد الطبيعية للبقاء قيد الحياة.
شواهد عديدة تحتضها الفجيرة وفيكل زاوية منها قصة، وفي كل موقع أثر حكاية تروى، وفي هذا السياق يشير مؤلف كتاب تاريخ الفجيرة وآثارها، أن الفجيرة تمتلك رصيدا غنيا ومتنوعا من الآثار التي ترتبط بالبيئة الطبيعية المحلية.